العامةأوروبا

الرئيس الفرنسي يثير غضب 2 مليار من المسلمين

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي العربية والإسلامية، بحالة من الغضب على إساءة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للإسلام، مطلقين عبارات تدين باريس وتطالب بمقاطعة المنتجات الفرنسية.

وانتشرت عدة وسوم عبر فيها الناشطون العرب عن غضبهم من تصريحات الرئيس الفرنسي، كان أبرزها “#مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه” و “#إلا_رسول_الله” و”#فرنسا” و”#ماكرون_يسيء_للنبي”.

تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون

وكان ماكرون قال خلال مراسم تأبين المعلم الذي قتل مؤخراً بعد عرضه صوراً مسيئة للرسول ﷺ، صاموئيل باتي، الأربعاء (21 أكتوبر 2020): إن “الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم”، مضيفاً أن على فرنسا التصدي لما وصفها بـ”الانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية”.

وشدد الرئيس الفرنسي في كلمة مقتضبة على دور المدرس وشخصيته وخصاله، قائلاً إن صاموئيل باتي قتل “لأنه كان يجسد الجمهورية”، وإنه “بات (اليوم) وجه الجمهورية”.

وأكد ماكرون أن فرنسا لن تتخلى “عن نشر الرسومات الساخرة”، ولن تخضع للتهديدات، في إشارة إلى الرسومات المسيئة للإسلام.

وأضاف: “الإسلاميون يفرقون بين مؤمن وكافر، فيما كان باتي يؤمن بالمواطنة والجمهورية والحرية”، مشيراً إلى أن الإسلاميين لن “يقتلوا مستقبل فرنسا”، وأشاد بوجود “أبطال هادئين” مثل صاموئيل باتي لحمايتها.

وقتل صاموئيل باتي، الجمعة (16 أكتوبر 2020)، بقطع رأسه على يد لاجئ روسي من أصل شيشاني، يبلغ 18 عاماً في ضاحية “كونفلان سانت-أونورين” الواقعة غربي العاصمة باريس.

وجاء تصريح ماكرون متزامناً مع استعداده لطرح مشروع قانون ضد “الانفصال الشعوري”، بهدف “مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية”.

ناشطون نشروا قائمة بأبرز المنتجات والشركات الفرنسية داعين الى مقاطعتها، قائلين إن الاستغناء عن هذه المنتجات لن يضر شيئاً.

وفي قطر، ورداً على إساءة الرئيس الفرنسي للرسول، قررت إدارة تطبيق “كيو تموين” المختص بالشراء الإلكتروني، عبر حسابه، وقف بيع المنتجات الفرنسية وتوفير منتجات مماثلة من دول أخرى.

Image

وعلق المحلل السياسي القطري نايف الشمري قائلاً: “لا تعتقد أن فرنسا التي قتلت ملايين الأبرياء لكي تحصل على مصادر الطاقة ومناجم الذهب سوف تتوقف عن الإساءة بالحوار والمنطق، هؤلاء لا يردعهم إلا المال، إذا رأوا أن المال يذهب من أيديهم سوف يخضعون للمنطق، ولذلك الحل بأيدينا لا بأيدي الحكومات، وهو مقاطعة البضائع الفرنسية”.

في الكويت كانت مقاطعة المنتجات الفرنسية بارزة؛ حيث أرسل رئيس مجلس إدارة اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية كتاباً إلى مجالس إدارات الجمعيات التعاونية، طالب فيه بمقاطعة جميع السلع والمنتجات الفرنسية، ورفعها من كل الأسواق المركزية والفروع.

وفي تأكيد لخطورة مقاطعة المنتجات الفرنسية على باريس ذكرت الإعلامية خديجة بن قنة نبذة مختصرة عن قيمة الصادرات الفرنسية إلى الكويت.

وأرفقت بن قنة تغريدتها بتقرير لوزارةالاقتصاد الفرنسية، يتضمن إحصائية حول صادرات فرنسا إلى الكويت خلال عام 2019.

وأوضحت أن صادرات فرنسا للكويت تقدر بـ224,7 مليون يورو في2019، مقابل 328 مليوناً في 2018.

وأشارت إلى أن هذه الصادرات موزعة بين الطائرات والعتاد الجوي والمواد الكيماوية (عطور ومكياج)، وآلات زراعية وأجهزة إلكترونية وأدوية ومواد صيدلانية وألبسة وماركات فرنسية.

Image

في 25 أكتوبر عام 2018، قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن الإساءة للنبي محمد ﷺ لا يمكن إدراجها ضمن حرية التعبير عن الرأي، هذا ما كتبه عبد العزيز التويجري، مضيفاً: “لذلك من الواجب رفع دعوى أمام هذه المحكمة ضد الرئيس ماكرون، الذي يُصرّ على اعتبار الإساءة للنبي صلّى الله عليه وسلّم حرية تعبير”.

وأعلن الأزهر، السبت الماضي، رفضه تصريحات الرئيس الفرنسي عن الإسلام، مؤكداً أنها “عنصرية وتؤجج مشاعر ملياري مسلم”.

كما ردّ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على تصريحات ماكرون موضحاً أن المقتنعين بالإسلام يزدادون كل يوم، “فهو ليس في أزمة، وإنما الأزمة في الجهل بمبادئه وحقائقه والحقد عليه وعلى أمته، فهي أزمة فهم وأزمة أخلاق”.

رسالة للسعودية والإمارات

في المقابل، طالب مغردون بالمشاركة في حملة مقاطعة منتجات فرنسا، كما فعلت حملات سعودية حشدت لمقاطعة المنتجات التركية بحجة رفض السياسة التركية مع بلادهم.

وكتب الأكاديمي الكويتي عبد الله الشايجي: “كنت أتمنى ممن صدعوا رؤوسنا على مدى أسبوع بسبب خلافهم مع سياسة تركيا وأطلقوا وسم مقاطعة المنتجات التركية، وهذا من حقهم وخيارهم الذي لا ينازعهم عليه أحد.. أن يظهروا نفس الحماس على الأقل وينتصروا ضد الاساءة لرسول الله ويشاركون بوسمي #إلا_رسول_الله #مقاطعه_المنتجات_الفرنسية”.

قال ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، إن خطاب الكراهية الذي ألقاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أصابه بالصدمة، واصفًا ماكرون بأنه يحمل الحقد على دين مليار ونصف المليار، الدين الإسلامي الذي يحمل كل معاني التسامح. 

في وقت سابق أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن الإسلام ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم، مشيرا إلى أن الإسلام يحاول خلق منظومة موازية لإحكام سيطرته في البلاد.

وأكد ماكرون خلال مؤتمره الصحفي نقلته الوكالة الأوروبية أن “الإسلام دين يمر اليوم بأزمة في جميع أنحاء العالم، ولا نراها في بلادنا فقط”، مشدداً على كونها “أزمة عميقة مرتبطة بالتوترات بين الأصولية والمشاريع الدينية والسياسية التي تؤدي إلى تصلب شديد للغاية”.

اقرأ ايضاً ابن لاجئ عراقي يعتزم ترحيل اللاجئين بعد توليه منصب وزير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى